mercredi 9 janvier 2013

مقتطفات من الذاكرة


فتحت عينيها لتستقبل فجرا

لم تصرخ يوم ولادتها ضجرا

كان في تعقّلها كمولودة صمت

أثارت به في بيتها شبح كبت

وأدٌ لفرح أسرة بأول مولود

أو ربما صمت لخوف موعود


لم تكن في بيتها لأيام لا تقلّ عن الأربع

في ضيافة الإنعاش، هناك كانت ترضع

جرعة من أمل تلوَها أخرى من يأس

كم كانت تستفسر "لِمَا؟" بين كأس و كأس

هفوة طبيّة أضحت اليوم لتلافيها سبل بسيطة

جعلت طفولتها مرحلة إنطلاق لبنت نشيطة



@http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/25192_381442339377_7835750_a.jpg

في السنة الثالثة لم تستسلم

لشوق إلى المشي ربما لم تُحرَم

كل أركان البيت شَهِدَت لمساتِها

و لم تعلم الأرض أنها ستشتاق لخطواتها

خطأ، لم تكن تعلم سرّ النفس التي تحمل

إلى أن تعبت قدما الصبيّة

و صارت على السير غير قويّة

لم يخطر في وعي لُبنى أن تيأس

و رأسها الصغيرة أبدا لم تنكِّس

أحبّت الحياة في عيني والديها

و كل أنواع اللعب جرّبتها


دخلت حدائق الأطفال منذ كان سنّها أربعين يوما

كبرت و صارت تجيب عن الأسئلة الملحّة دوما



صارت تمشي و تجري على ركبتيها

إذ لم تعد تقوى على الوقوف لطولها

و حركات لا إراديّة في يدها اليمنى تمنعها

من الحفاظ في وقوفها على بعض الإتّزان

لكن رغم دوامها لم تُذِقْني طعم الحرمان

أحببتُ هذه الحياة بتجاربي فكم هي المثيرة

إذ جعلَتني أستقي منها عبرا ونصائح أثيرة

ركضتُ بخيالي لأعانق الفضاء

و لامستُ في أحلامي حدود السماء

http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/25192_381444524377_6528278_a.jpg



كانت حدقتايَ تراقبان رسم معلمتي

أحببتُ خلط الألوان و حدّ أشكال لوحدي

مُنِعتُ من الرسم لجمال ملابسي

حدّثت أمّي بعفويّة عمّا حصل لي

بلا شكوى و من دون بكاء

فقد كنت أكره التذمّر و الرثاء

جاءتني المعلمة يوما

بيدها تمسك ريشة

و باليد الأخرى قلما

و لوحة ألوان بهيجة

ضمّتني إليها و قالت بكل حنان

لك أن ترسمي و تلوّني

من اللحظة..  بنيّتي

فلخيالك هيّا.. أطلقي العنان

لمخيّلة قد تبدو الآن لنا صغيرة

لك يا حبيبتي أن تجعليها كبيرة

نظرت إليها في خجل

و مسكت ريشتي بوَجَل

http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/25192_381445939377_7244692_a.jpg

 و بدأت الحكاية

تركتُ يديّ تعبثان

براحة في الإبّان

مسكتُ قلمي و ريشتي الاثنين

بفمي لا باليدين

و كتبت البداية بلا نهاية

رسمت، لوّنت، كتبت و الآن الرقن

على الحاسوب صرت أتقن

كيف أكتب، أرسم و أحاور

دون عناء أو كسل أو إخفاء

فطبيعة لبنى تراهن على الوفاء



تعاهِدُكم لبنى على أن:

تجيب عن جميع الأسئلة دون ملل

تعيد تفسير إعاقتها دون كلل

تكتب ما يخطر ببالها دون تصنّع

و تعتزّ بالحديث عن حدودها دون تمنّع.



لن أنال إعجاب الكل حتما

و لكنّي سأبقى أنا "لبنى" التي كافحت لبنائها دوما



أحبكم جميعا



لبنى صميدة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire