خصب الفجر

تَحتَ رِداءِ سَرابٍ كَثِيف
تَسَلَّـلَتْ ذِكرَى
 في لَيلٍ سُكــونُهُ مُخِيف
حَمَلت جُرْحَها المَكْلُــومَ
 بَين يَديْها
تَبحثُ عَن خَفْقَــةِ أملٍ تُؤْنِسُها
بَكَى الجُرحُ نَزْفَــهُ
فهَدْهَدته....

وَ بِألمٍ قََديمٍ ألهَتْه
أَسرَعَتْ فِي خُطَاهَا مُرتَجِفَة
بَيْن رَوَاسِبِ المَاضِي
وَ مُخَلَّفَاتِ البَارِحَة
فِي خُطُوَاتٍ وَرَائِيّةٍ تَسَلّلت بِحَذَرٍ
لَمحَــتْ أَمَاكِنَ كَانت تَخَالُها مَنْسِيّة
هَيَاكِلَُ مِنْ طَيْفِ أشخَاصٍ
و رُكَامُ أَحداثٍ تَوَالَت
دَمْعةَُ يَتِيمٍ
وَ دِمَاءُ شَهيدُِ الحَقِّ
 عَلَى الأَرْصِفَةِ سَالَت
لِتُمْحَى بَدَاهَةُ الحِسِّ
فَوقَ رَوَابِيهـــاَ
و يُعْـدَمُ صِدقَ الإِحسـاَسِ
بَيْنَ ضَـواَحِيهــاَ
تَعَرّفَتْ عَلَى أَشبَاهِ وُجُوهٍ
وَ أَقْنِعَــةٍ مُهتَرِئَـةٍ
قُلوبٌ تَرقُدُ فِي قُبُورِ الجَسَد
دُفِنَت هُنَا وَ هُنَاكَ
َ عُقُُولٌ تَكَلّسَتْ أَفْكــاَرُهـا
تَصَلّبَتْ أَطراَفُهــا
وَ ذَوَتْ أَشْلاَؤُهـــاَ
فِي عَدمِ الحراَكِ
صَرَخَ كِبْرِيَــاءُ الجُرْحِ
 "إلَى مَتَى
سَيَخِيطُ دَمِي مَاضِيك؟
داَعَبَتْـهُ ِبَبقاَياَ صَبْرٍ تَداَعَى
"أَظُنُّ الآنَ ماَ حَصَلَ يَكْفِيك"
تَمَلْمَلَ اللَّحْظُ دهْراًً مِنَ الفَراَغ
وَ تََهاَدَتْ رُوَيداً رُوَيداَ
تَفاَصِيلُ قِصَصٍ وَ رِوِاَياَت
...و أَسْراَرٌ تَدُكُّ مَعَالِمَ
الضَّياَع والغِياَبِ

فَجْأةً لاَح على بَدْرِ المُحَيّـا
 نَبْضُ ابْتِسامَةٍ
عاَنَقَتْهاَ أبْوَابُ الثُّرَيّــاَ
و غَمَــرَ ضيــاَءُ النُّجُـومِ
لَيْلَ وَجْهِهاَ الحَزِين
لَفَظَ عَنْ جَبِينِهــا
 مَراَرَةَ الوَجِيعَةِ و الأنين
عَانَقَتْ جُرْحَهاَ بِحُنُوّ
مُنذُ اليَومِ
لَنْ تَنزِفَ... أَعِدُكَ
مِنْ دفْقَََـةِ الصَّبْرِ
سَأُضَمِّدُكَ
فَبَعْدَ انْفِلاَقِ خِصْبَ الفَجْر
يتَسرّبُ شَفَقُ الأَمَــلِ
بَينَ عِطْرِ الزّوَايا
 يَنْثُرُ هَمْسَ جُفُونِهِ
أَطْيَبَ النّواَياَ

لبنى صميدة